كانت أسرة الشيخ رشدي تعيش في
إحدى الاحياء الشعبية بالقاهرة في منتصف الثمانينات، مجرد أسرة بسيطة مكونة من
الشيخ الذي لا يعلم أحدا سر تسميته بهذا الاسم فهو لم يخطب بجامع يوما أو يفتي بأي
أمر من أمور الدين...بل كان مجرد موظفا حكوميا أنهكه داء السكري منذ سن صغيرة...أما
الأم فهي (اسم المرأة عورة) من أقرباء الشيخ في بلدته الريفية الصغيرة و قد تزوجته
و هي في الخامسة عشر من عمرها.
مرورا بالنسل الكريم، فقد أكرم
الله الشيخ رشدي بطفل غريب الهيئة أسماه عبد الله و طفلة بريئة أسماهاهاجر.
****
لا جديد تحت الشمس...الام توقظ
أطفالها للذهاب للمدرسة...
الأم: يلا يا عبد اللله...يلا
يا حبيبي بقالي نص ساعه بندهك..أختك قامت من بدري و بتفطر بره
(لا جواب)
الأم: يلا مش لازم أشدك من أيدك
كل يوووم...أيه ده ...تانننننننننني يا عبد الله الفطيرة أياها مش كنا بطلنا...يا
ابني بقه عندك عشر سنين عيب كده...هاجر بطلتها من قبل ما تتم سنتين...اففففف..
يستيقظ عبد الله من النوم خجلا
و تملاء رائحته ارجاء المنزل...
الشيخ رشدي: ايه أم الريحه دي
عاصبح...(ساكعا الطفل على افاه)...يا ابن الكلب هو انت مش هتسترجل أبدا
الأم: كفايه يا أبو عبد الله
الداكتور قال الواد مش هيبطل طول ما أنت بتضربه
الشيخ رشدي: هتعمليلي فيها
داكتوره يا ولية يا ناقصة..قومي أعمليلي كوباية شاي..(شخره قصيرة) جتكوه البلاااا
(تجلس هاجر على مائدة الطعام
مهندمة الملبس و الشعر )
هاجر (مبتسمة ببراءة) صباح
الخير يا بابا
الأب: صباح الزفت..هي أمك
سرحتلك أمته؟
هاجر: لا أنا السرحت شعري
أنهارده ..حلو؟ و عندي مفاجأة أنا جبت في امتحان الانجليزي الدرجة..
(الاب مقاطعا): الشاي يا أم عبد
الله
نبذة أخرى سريعة عن تلك الاسرة
السعيدة..
عبد الله طالب بإحدى المدارس
اللغات التجريبية بالصف الخامس و أخته هاجر طالبة بمدرسة فاطمة الزهراء الحكومية
بالصف الثالث..
بعد مرور سبع سنوات...كان الأب قد انهكه داء السكري
تماما و تمت احالته على المعاش مبكرا...أما الأم فقد أصابها مرض (الأجزيما) في
يديها من جراء الاستخدام المتكرر للكلور..أما مريم فقد كانت أنتهت من السنة الأولى
في دراستها الجامعية ..و عبد الله....لا تعليق
يجلس الأب أمام التلفاز مشاهدا إحدى مسلسلات
التسعينيات..
الأب: بت يا هاااجر
هاجر (على مضض) أيوه
الأب: تعالي عايزك
هاجر (مضطرة): خير؟
الأب: ما تكلميني عدل يا بت..هو أنا هكلك!!!
هاجر: طيب
الأب (صافعا وجهها): أسمها حااااضر يا تربية أمك
هاجر تحاول تركه باكية
تعععععععععععععالي هنا مخاصتش كلاااامي...الواد محمود
ابن جارنا جالي أنهارده...و هنلبس دبل يوم الجمعه
هاجر: بس أنا مش موافقة
الأب: نعم يا روحي؟ أمال اقعد هنا أصرف على تعليمك أنتي
و المنيل جوه ده ...مش كفاية سقط في ثانوي بعد ما حولتله ازهري خمس مرات
هاجر. بس أنا مش...
الأب: على اوضتك مش عايز أشوف خلقتك و اندهيلي ننوس عين
أمه من جوه
بعد مرور شهر...
نبذه صغيرة عن ننوس عين أمه و دلوع مامته..
هو شاب في العشرين من عمره...مشكوك في اصابته بتوحد جزئي
فهو لا يجيب النداء سوى بعد المرة الثانية أو الثالثة و لا يستطيع التفوه بجملة مفيده...و الدغ في
الراء و السين
الأم: يلا يا حبيبي عشاااان تروح الجامعه
(لا جواب)
الأم: يلا يا روح ماما يا رجولة البيت قوووم..افففففف
تاني يا عبد الله ليه يا حبيبي ده أنت بقيت عريس...
يا هااج....يووه نسيت دي اتجوزت الاسبوع الفات
بعد الانتهاء من الخجل الصباحي يستعد عبد الله للذهاب
للجامعة بالعربة التي ابتعاته لها والدته بنقود ذهبها المباع..
و هنا حدث و لا حرج عن قيادة عبد الله المائية الهوائية
الاكروباتية...فمن نماذج عباراته اثناء القيادة:
(أنت يا حماااااااااااي ...مس تبث قدامك) ث
(يخيب بيت ثواقة الثتات و العلمهالكوه....انتي أخيك
تقعدي في البيت تقشيي بصل)
ثم يصل الشملول إلى الجامعة بملابس نظيفة لا أثر فيها
للفطيرة الصباحية...ملاقيا زملائه:
(ثباح الخيي....في مزاهية انهايده)
الزميل:اه لازن نتظاهر..عشان نخلص من المتبرجات الفي
كلية البنات
عبد الله: تمام ...كتبتوه اليفط؟
الزميل: اه و أنت احسن حد يقول الخطبة
بعد نصف ساعة كان الشملول يقف فوق منصة هوائية و يلتف
حوله بعض فارغي الافواه و العقول
عبد الله (ببلاهة) : ثووووووووووووووت الميأة
عوييه....الهواء الذي تتنفثه عويييه...ما بالك بالبناطيل المحزأة الماثيين بيهااا.
اثلاااامية..اثلاااامية.....
(الجميع يردد ورائه بنفس الحروف) اثلامييه
...اثلاااامية...
تمر الأعوام و ينهي عبد الله تعليمه الازهري بالوسائط و
الدموع...فقد كان يرسب أكثر من التبول على نفسه...
للاسف كان الأب (الشيخ رشدي) قد وافته المنية اثناء
تناوله لكحك العيد...
أما الأم فقد كانت فخورة منتشية بإبنها العبقري الشيخ
(عبد الله رشدي)
الأم: يلا يا شيخنا يا حبيبي..يلا عشان تلحق
التصوير...افففففف يادي النيلة...يا ابني معدشي فيه حيل للقرف ده
المشهد من داخل استديو الاذاعة و التلفزيون...الشيخ عبد
الله يجلس مسلما نفسه للماكيره التي تضع بعض المساحيق على وجهه.
المذيع: اعزائي المشاهدين..اليوم موضوع حلقتنا شائك
و هو عن السن الشرعية التي يجوز تزويج
المرأة بها..و معنا و الشيخ العلامة الجليل الازهري (عبد الله رشدي))
شيخ عبد الله...من رأيك ما هو الحد الادنى لسن المرأة
عند الزواج؟
عبد الله( بعد الصلاة على النبي) بث....هو الرثول اتجوز
ثتنا عيشه و هي تثع ثنين و مع ذلك مس عاجب الكلام ده بتوع القانون الوضعي الكافيين......
و عثان نلاقي حل وثت انا اصديت فتوه انه يجوز تزويج الطفلة
اذا كانت ثمينة و تطيق الوطء و النكاح من ثن التاثعة
المذيع: ما شاء عليك يا شيخنا...طاب بالنسبة ل..
عبد الله مقاطعا: ممكن نطلع فاثل معلسي
المذيع: فاصل و سنعود مع العلامة عبد رشدي
(لقد شعر عبد الله برغبة عارمة في التبول غير أن القدر
لم يسعفه لتنفيذها قبل بلوغ باب المرحاض...فقد سبقته!)

Comments
Post a Comment